زيارة محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل بضعة أسابيع، والثمار السياسية والدبلوماسية التي أسفرت عنها لا زالت تشكل موضوعا يستأثر باهتمام كبريات الصحف ووسائل الإعلام الدولية التي حاولت فهم تداعيات تلك الزيارة وآثار البيان المشترك بين البلدين على المشهد الجيوسياسي للمنطقة المغاربية.
ومن هذه الصحف الدولية انبرت الجريدة الإلكترونية الإيطالية "جيوبوليتيكا.إنف" المتخصصة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية، لسرد ما حققته الزيارة الملكية من نتائج أرخت ظلالها على الجزائر، حيث أكدت أنها زيارة شكلت "ضربة موجعة للطموحات الجزائرية".
وبحسب تحليل الجريدة الإيطالية فإن "المغرب يبدو أنه ربح نقاطا حاسمة لصالحه" بعد اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس مع الرئيس باراك أوباما"، مشيرة إلى الدور الذي لعبه 9 سفراء أمريكيين، اشتغلوا في المغرب على مدى 32 سنة المنصرمة، عندما راسلوا أوباما حثوه فيها على" تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين المغرب وأمريكا".
وسجل المصدر ذاته ما حفل به البيان المشترك المغربي الأمريكي، والذي توج لقاء القمة بين قائدي البلدين يوم 22 نونبر المنصرم بالبيت الأبيض، حيث ظهر جليا دعم الولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الذي اقترحه المغرب، ودعمها للإصلاحات التي انخرط فيها المغرب في العديد من المجالات".
وانتقلت الجريدة الإلكترونية الإيطالية إلى تحليل مواطن النكوص في الدبلوماسية الجزائرية، حيث أشارت إلى أنها تؤدي ثمن عدم الاستقرار الواضح الذي تسببت فيه الجماعات الإرهابية الموجودة على الحدود بين الجزائر ومالي".
ولفتت الصحيفة المتخصصة في الشؤون السياسية والدراسات الإستراتيجية إلى أن "الجزائر لم تعرف كيف تحكم القبضة على إرهابييها، وهو ما عرض للخطر أمن وسلامة المقاولات الغربية العاملة في هذه المنطقة، لاسيما التي تنشط في مجال استخراج البترول والغاز".
ولم يفت المصدر ذاته الإشارة إلى عقم بعض أنشطة الدبلوماسية الجزائرية وعدم نجاعتها، من قبيل مساندة الجزائر لجبهة البوليساريو في تنظيم ندوة دولية بالعصمة الإيطالية لدعم المطالب المعادية للمغرب، دون نتائج ملموسة تُذكر، ما خلف ردود فعل في أوساط الصحافة الجزائرية نفسها".
0 التعليقات :