لعل كل متتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يعرف أن الله سبحانه وتعالى هيأ له أسبابا مكنته من تبليغ الرسالة إلى الأمة ،ومن هذه الأسباب زواجه من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
1- تعريف بخديجة بنت خويلد:
خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزى من قريش زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم الأولى كانت أسن منه بخمس عشرة سنة ولدت بمكة ونشأت في بيت شرف ويسار ومات أبوها يوم الفجار تزوجت بأبي هالة فمات عنها ،وكانت ذات مال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام تستأجر الرجال ،وتدفع المال مضاربة.
2- زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها:
لما شب الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغ الخامسة والعشرين كان يتجر ،وكان له شريك اسمه السائب بن أبي السائب ،ذهب مرة بتجارة لخديجة مع غلامها ميسرة إلى سوق بصرى على جعل1 لأنه كان يأكل من عمل يده ،فلما قدم مكة ورأت خديجة ربحها سرت بالأمين وفرحت بصدقه وأمانته أرسلت إليه تخطبه لنفسها ،وكان سنها نحو الأربعين وهي من أواسط قريش2 حسبا أوسعهم مالا ،فقام الأمين عليه الصلاة والسلام مع أعمامه حتى دخل على عمها عمرو بن أسد فخطبها منه بواسطة عمه أبي طالب ،فزوجها عمها،وقد خطب أبو طالب في هذا اليوم فقال:"الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ3 معد وعنصر مضر ،وجعلنا حضنة بيته ،وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوبا وحرما آمنا ،وجعلنا حكام الناس ،ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبدالله لا يوزن به رجل (إلا رجح به) شرفا ونبلا وفضلا وعقلا ،وإن كان في المال قل ،فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مستردة،وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل ،وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق كذا4وعلى ذلك تم الأمر ".
وقد كانت متزوجة بأبي هالة توفي عنها وله منها ولد اسمه "هالة" ،أما الرسول صلى الله عليه وسلم فولدت له :القاسم وعبدالله و وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة،وبزواجه من خديجة حقق الله ما امتن عليه به في سورة الضحى:"ألم يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى"5
خديجة رضي الله عنها أول من أسلم :
بعد بدء الوحي بقصة غار حراء وبسورة "إقرأ" رجع الرسول صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده مما ألم به من الروع الذي استلزمه مقابلة الملك لأول مرة دخل على خديجة رضي الله
عنها فقال زملوني ،زملوني6 ،فلما ذهب عن الروع ،أخبر خديجة الخبر فقالت:"كلا,والله ما يخزيك الله أبدا ،إنك لتصل الرحم ،وتحمل الكل7 وتكسب المعدوم،وتقري الضيف ،وتعين على نوائب الحق فلا يسلط الله عليك الشياطين والأوهام ولا مراء أن الله اختارك لهداية قومك.
ولتتأكد خديجة مما ظنته ،أرادت أن تتثبت ممن لهم علم بحال الرسل ،ممن اطلعوا على كتب الأقدمين ،فانطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل ابن عم خديجة ،وكان أمرا تنصر في الجاهلية ،وكان يكتب الكتاب العبراني،وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة:يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ،فقال ماذا ترى ؟فأخبره عله الصلاة والسلام خبر ما رأى ،فقال له رقة هذا الناموس 8
الذي نزل على موسى عليه السلام لأنه يعرف أن رسول الله إلى أنبيائه هو جبريل عليه السلام ثم قال ياليتني فيها جدعا (شابا) إذ يخرجك قومك فقال صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم؟قال لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي كما صدق ذلك القرآن الكريم:"وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا"9
وفاة خديجة رضي الله عنها:وبعد خروجه من الشعب بقليل ،وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت خديجة رضي الله عنها ،وكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يتذكرها لأانها أول نفس زكية آمنت به.
خاتمة:
-المرأة في الإسلام لها مكامة عظيمة ،خديجة شدت أزر الرسول صلى الله عليه وسلم لتبليغ الوحي
-الإسلام لم يمنع المرأة من التجارة وأي عمل شريف
-حضور الولي في الزواج ولو في الجاهلية
-الكلمات الصادقة النقية في كلمات أبي طالب في سرد الخطبة
والسلام -
0 التعليقات :